كلمة مدير المركز
تاريخ الإضافة : 14-12-2014
يعد مركز التأهيل والتطوير التربوي ثمرة طيبة لرؤية طيبة
أصلها ثابت إلى خدمة الوطن وتمتد إلى الإسهام في تحقيق التنمية في جانبها المهم
والأكثر تأثيراً في حياة المجتمع وهو جانب المعلم كمحور والعملية التعليمية كمجال
واسع وممتد إلى أكثر من اختصاص . فالمركز أسس ليعمل في مهمة ذات ثلاثة أبعاد ، كل
بعد يتصل بالآخر ، ويتداخل معه ويشكل معه أساساً تضامنياً لتحقيق البعد الثالث ،
ومن ثم إنتاج إسهامات إيجابية وفاعلة تؤدي مع جهود المؤسسات الأخرى إلى إنجاز ما
يمكن إنجازه من طموحات على طريق الغد الأفضل .
إن بعد التدريب والتأهيل الذي
أنيط بالمركز يعد بعداً تنموياً مهماً ، يعتمد عليه العالم المتقدم في حماية ما
أنجز ، وكذا الدفع بعملية الإنجاز إلى المزيد من النجاحات. والمتابع الدقيق لشؤون
التدريب والتأهيل للعاملين في ميادين التعليم يدرك جيداً أن التدريب والتأهيل
معيار موضوعي لتقييم جدية العاملين ، وكما يركن إليهما في تمحيص فاعلية العاملين
ومدى استعدادهم لتطوير أنفسهم وتحسين مستوى أدائهم، وتجويد نوعيته . هذه المعيارية
في النظرة للتدريب والتأهيل جعلت العديد من الدول المتقدمة تضع الالتحاق بدورات
تدريبية وبرامج تأهيلية شرطاً أساسياً لارتقاء العاملين بالسلم المهني والعلمي ،
وجعلوه كذلك شرطاً أساسياً لاستمرار العاملين في وظائفهم التربوية والتعليمية .هكذا هو البعد الأول من أبعاد
مهمة المركز ، والذي يرتبط ويتداخل بالبعد الثاني المتصل بالتنمية التعليمية
وتقديم الخدمات التي تعين القائمين على العملية التعليمية بمفاصلها المختلفة على
تحسين أدائهم وتجويد نوعيته عبر الحلقات الحوارية التي يعقدها المركز أو ينظمها
والتي تتناول موضوعات ذات صلة بالتدريس والمشكلات التعليمية وما يتعلق بها من
وسائل وتقنيات . وقد اعتمد المركز في إستراتيجيته وثبتها في خطته استقدام خبرات من
الدول الشقيقة والصديقة للاستفادة من
خبراتهم في تطوير تجربتنا والإفادة من الجديد وبما ينعكس على مستوى الأداء وتجويد
نوعيته خدمة لأغراض التنمية وتنمية الموارد البشرية على وجه التحديد .
ولحماية هذين البعدين جاء البعد الثالث أساسياً وملازماً لهما ، وهو بعد
البحث التربوي الذي يعد في عرف المجتمعات الناهضة والمتقدمة "عيادة التنمية
التعليمية "، وقناة تنمية الموارد البشرية ومصفاة مسيرتها ، والتي تعمل على
تنقية الأجواء والطرق التي تسلكها التنمية التعليمية وجعلها دروباً سالكة خالية من
العثرات والعوائق ، وأصبح في عرف الدول أن غياب البحث التربوي يعني غياب الجدية
والرغبة الصادقة في تحقيق التنمية ، إذ أصبح من المسلمات أن الحديث عن إصلاح
وتنمية في ظل غياب الاهتمام بالتنمية التعليمية كأساس لتنمية الموارد البشرية ومن
ثم مدخلاً رئيساً لبوابة التنمية الأوسع ، التنمية الشاملة ، هو حديث في الهواء،
أو حديث للاستهلاك وحديث لذر الرماد على العيون . وعلى هذا الأساس نشكر رئاسة
الجامعة ممثلة بالأستاذ الدكتور محمد محمد الشعيبي رئيس الجامعة ونوابه، على
التفهم والدعم والحماس لمهام المركز ، والعمل بكل طاقة وجهد على تذليل الصعاب
والمعوقات التي تعترض سبيل المركز ، والذي يدل دلالة قطعية على وعي رئاسة الجامعة
برسالة الجامعة في خدمة التنمية والمجتمع . هذا ونضع بين يدي القارئ ما يأتي من
صفحات ليتعرف عن كثب على تفاصيل بنية المركز وتكويناته، ومن ثم يقف بوعي على كل ما
ذكرناه ، وأعانتنا على السير قدماً في تحقيق أهدافنا ، ومن الإعانة التي ننشد
تصويب الرؤى ، وتسديد الخطأ ، فالكمال لله وحدة ، ومنه نستمد العون ، ووحده نسأل التوفيق والسداد، وهو من وراء القصد .
مدير المركز
أ.د. عبدالحكيم محمد أحمد حسن الحكيمي