مدرسة سلامة (المؤيدية) في تعــز (أنموذج لأوقاف المرأة في العصر الرسولي) من خلال الوقفية الغسانية
الملخص
أسهمت الأوقاف بدور كبير في خدمة المجتمعات الإسلامية في كثير من مراحل تاريخها، وكان للتعليم من هذه الأوقاف الحظ الأوفر، وكانت تشهد مداً وجذراً عبر مراحل التاريخ تبعاً للتوجه العام للدولة والمجتمع.
وفي عصر الدولة الرسولية عرفت اليمن الجزيرة العربية وأجزاء من الجزيرة العربية ألواناً متعددة من الأوقاف بدأها الحكام، وقلدهم فيها الموسرون والمقتدرون من الأمراء القضاة والعمال والتجار، وغيرهم من رعايا الدولة([i])، بما في ذلك الموسرين من العلماء ([ii]).
وكان لهذا الاهتمام أثره الواضح في ازدهار الحياة العلمية في عصر الدولة الرسولية عندما كان ملوك هذه الدولة إذا دخلوا قرية أسعدوها، فبنوا فيها المدارس والمساجد وأوقفوا عليها بسخاء.
وكان من ثمار ذلك الاهتمام بالعلم والعلماء أن ازدهرت الحياة العلمية، فتبعتها نهضة في شتى مناحي الحياة، فعرفت اليمن نتيجة لذلك حكماً رشيدا لاسيما أن ملوكها كانوا هم أيضاً علماءها، وتوسعت جغرافياً عبر مساحة شاسعة امتدت من ظفار في عمان شرقاً إلى البحر الأحمر غرباً، ومن بحر العرب جنوباً حتى المدينة المنورة شمالاً. وازدهرت اقتصادياً فتدفقت الثروة إلى خزانة الدولة، وارتفع مستوى معيشة المجتمع، وأنفقت الدولة بسخاء على المرافق العامة في مجالات التعليم والصحة والطرقات والري، وغيرها من المجالات، وأوقف بنو رسول على هذه المرافق الأوقاف الجليلة.
1 - الأكوع. إسماعيل بن علي، الدولة الرسولية في اليمن، ص 14، وزارة الثقافة والسياحة، صنعاء، 1425هـ / 2004 م.
2 - أنشأ الفقيه الشافعي أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن أبي بكر الريمي المعروف بجمال الدين البرازي مدرسة بزبيد لم تكن تخلو من طلبة العلم (الخزرجي. أبو الحسن علي بن الحسن ت 812 هـ، العقد الفاخر الحسن في طبقات أكابر أهل اليمن، جـ4، ص 1938، تحقيق عبد الله بن قائد العبادي وآخرين، الجيل الجديد، صنعاء، ط1، 1430هـ / 2009م).