اليمن الشمالية والاتحاد السوفيتي 1928- 1989 علاقات اقتصادية وتجارية منتجة حقائق وارقام
الملخص
تعود صيرورة العلاقات التجارية والاقتصادية الراهنة بين الدول إلى تلك الفترة التاريخية الموغلة في القدم حين شهدت الجماعات البشرية تغييرات ملحوظة في نمط حياتها الداخلية عموماً والإنتاجية الاقتصادية تحديداً. فمن العمل الجماعي والإنتاج للاستهلاك الذاتي/ الجماعي، فالانتقال بالتلازم مع ذلك التطور الذي لحق بقوى وأدوات الإنتاج إلى العمل المنتج فائضاً عن الحاجة الاستهلاكية للعشيرة.. وتراكمه المستمر ليشكل عند درجة معينة من تطور الكيانات البشرية ثروة كبيرة سارع زعماء العشائر للاستيلاء عليها وتحويلها لملكية خاصة بهم بمساعدة قوة محلية مسلحة تم تكوينها من شبان العشائر ذاتها. وشيئا فشيئاً وعقوداً تليها عقود وقرون تعقبها قرون نشأت المدن وبالتزامن معها ظهرت الدولة أو دول المدن التي صارت العلاقات فيما بينها تقوم على الإنتاج البضاعي القابل للتبادل والانتقال ليس فقط من يد إلى يد، بل ومن مدينة إلى مدينة أي أن هذه الأخيرة لعبت دور الوسيط في عمليات تبادل بضاعي لها طابعاً تجارياً وهو ما مثل دفعة قوية إضافية جعلت من التبادل التجاري في عصور تاريخية لاحقة علاقات تجارية– اقتصادية أكثر شمولاً وأكبر حجما وقيمة من جهة، وأكثر فاعلية وتأثيراً في حياة وتطور المدن/ الدول الأوروبية والأمريكية الشمالية من جهة أخرى، غير أن علاقاتها التجارية والاقتصادية مع الدول الضعيفة اقتصادياً والمتخلفة صناعياً استمرت، ليس فحسب غير متكافئة كما كانت فيما مضى من العقود، بل وصارت أكثر استغلالاً وأشد قسوة من حيث أهدافها وشروطها المجحفة، ونسب فوائدها الكبيرة بحق شعوب ودول بلدان أسيا وإفريقيا وأمريكا اللاتينية، وكانت البلدان الرأسمالية- الاستعمارية افتعلت وأشعلت نيران الحرب الكونية الأولى 1914-1918م لاقتسام أراضيها ومناطق النفوذ الهامة إستراتيجياً من جهة، ومن جهة أخرى لنهب ثرواتها، مرتكبة بها أكبر جريمة بحق شعوب العالم أجمع وضمنها شعوب البلدان الرأسمالية ذاتها.