الشخصية المحمدية وعظمتها كما يصوغها القرآن
الملخص
إن مـن يـستقرئ سـيرة نبينا محمد وحياته المنقولة لنا بكل تفاصيلها ودقائقها يدرك مدى عظمة شخصية هذا
الرسول العظيم في كل جانب من جوانب العظمة التي عرفتها الإنسانية في تاريخها الطويل .
فقد كان عظيماً في خلقه وفي معاملته في عبوديته وبشريته وفي جهاده وتربيته وفي معاشرته وقيادته .
وسـتظل عظمـ ته تـنال الاحتـرام والتقدير والإعجاب من أعدائه وخصومه قبل أصدقائه وأهله وأقربائه وذلك
لاجتماع خصال العظم ة البشرية التي لم تعهد من أحد قبله ولا بعده فيه وعليه فمن أراد الهداية والنجاة والنور
والفـلاح فليتـبع سـنة هـذا الرسـول وليقـتد به قولاً وعملاً لأنها عنوان حب العبد لربه وخالقه سبحانه وتعالى
المستدعية حب االله لهذا العبد المقتدي برسوله العظيم ، قال تعالى ُْ قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّه
وكان من أسباب اختيار هذا الموضوع :-
- أكثـرهم قـد أدلوا بدلوهم ونالوا شرف التصنيف لسنته وعرض سيرته العطرة رداً ودحضاً لمن
يحـاول النيل من عظم ته وشخصه الكريم (فهو أعظم من أن ينال منه ، ) فأحببت أن يكون لي
جزءا من ذلك الشرف (اسأل الله الإخلاص)
1 آل عمران 31
221
- يأتـي بحثي رداً على تلك الهجمات الشرسة التي يتعرض لها أعظم شخصية في التاريخ قديماً وحديثاًً
من قبل الذين أوتوا الكتاب وغيرهم ، (وهو كذلك أعظم من أن يدافع عنه ) فمن باب الواجب وحقه
علينا جاء هذا البحث .
- أزمة اللا أخلاقيات التي تعانيها الأمة ، بسبب بعدهم عن المنابع الصافية للحياة(الكتاب والسنة)
- أكثـر الـناس في هذه الأيام لا يعرف من سيرته إلا تلك الموالد والأهازيج والمدائح تاركين سنته
وأخلاقـه وآدابه وتواضعه - وهي الأولى بالاتباع - وقد جاء هذه البح ث ليعرفهم عظمة هذا الرجل
من خلال جميع ماسبق .
- إن من يقعد في الروضة الشريفة في المسجد النبوي ، ومن يقف يسلم على رسول الأمة يستشعر
عظمـة ذلـك الرسـول العظيم وجلال قدره ولا يسعه إلا أن يحدث نفسه بتقديم شيء مع الإجلال
والإكـرام لهذا الرسول العظيم الذي بلغ ا لرسالة وأدى الأمانة ونصح الأمة وجاهد في الله حق جهاده
حتى أتاه اليقين فجزاه الله عنا وعن أمة الإسلام خير الجزاء ؛ لاسيما سيرته العطرة التي تحتم على
المسلم الوقوف عندها تفكراً في شخصية هذا الرسول وعظمتها على مر التاريخ .
ولكل هذه الأسباب وغيرها اخترت البحث في هذا الموضوع .