التأهيل بالقرآن والتأهل به
الملخص
إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.
(يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون). (يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالاً كثيراً ونساء واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيباً ) : (يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولاً سديداً يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزاً عظيماً ) .
أما بعد:
فإن فضل القرآن، وفضل حملته ومعلميه من الأمور المشهورة المستفيضة في كتاب الله وسنة رسوله -صلى الله عليه وسلم وتاريخ الإسلام وتكفي الإشارة هنا عن التفصيل بقوله صلى الله عليه وسلم- في فضل القرآن
.. وفضل كلام الله على سائر الكلام كفضل الله على خلقه). وبقوله في فضل حملته ومعلميه: (خيركم من
تعلم القرآن وعلمه). ولا شك أن الهدف من الترغيب في الإقبال على القرآن وتمسيك الناس به ليس مقصوداً لذات الحفظ في الصدور والتباهي بجمعه فقد ذم النبي صلى الله عليه وسلم هذا الصنف من المقبلين على القرآن بقوله: (مثل المنافق الذي يقرأ القرآن مثل الريحانة ريحها طيب وطعمها مر .. وذكر أقواماً يحفظونه وحظهم من حفظهم الفخر أن يقولوا من أحفظ منا من أفقه منا، قال: وأولئك هم وقود النار ) . وإنما المقصود أن يصبح القرآن منهج الحياة ونظامها، وأن يقدم أهله وحملته في كافة الميادين، ولقد كان هذا الأمر – أعني تقديم أهل القرآن - واحداً من أهم أسباب حفظ القرآن وصيانته في الصدر الأول لهذه الأمة.