مصداقية القنوات الفضائية اليمنية في تغطية أحداث حرب 2015 في اليمن من وجهة نظر الإعلاميين اليمنيين

المؤلفون

  • سمير أحمد ناجي محمد السروري مؤلف

الملخص

تعد القنوات الفضائية وسيلة إعلامية بارزة ونافذة مهمة للجمهور في الإطلاع على ما يدور من أحداث على المستوى المحلي والإقليمي والدولي، وازدادت أهمية تلك الفضائيات بعد التطور التكنولوجي المتسارع في تقنيات ووسائل الاتصال والإعلام الذي وسّع من إمكانياتها في ملاحقة الحدث أينما وجد وتحت أي ظرف، ما جعلها تشكل مصدر اهتمام للجماهير بمختلف شرائحهم وفئاتهم ومستوياتهم الثقافية، فقد تستثمر تلك القنوات في مجالات عدة منها: الإيجابية كعناصر الجذب والإبراز وتقديم الحدث بأبهى صورة، وأخرى سلبية كخداع المشاهد وتضليله، والتلاعب بالعقول، وزرع الأحقاد والفتن وبث الكراهية وتأجيج الحرب وتعزيز العنف بين فئات المجتمع الواحد، لما لها من دور في رصد تطورات الأحداث على المستوى المحلي والإقليمي والدولي. كما يتعدى هذا الدور إلى صناعة الحدث الذي تستهدف من خلاله توجيه الرأي العام بما يتناسب مع توجه القناة الفضائية، الأمر الذي أدى إلى بحث الجمهور عن المصدر الذي يعتقد بأنه ينقل صورة مطابقة للواقع ويعده ذا مصداقية ومحل ثقة، والمصداقية هنا هي ليست قيمة إخبارية أو صفة تلتصق بالمصدر بل تمثل مدى ميل المُخاطب) المشاهد) لقبول المعلومة الواردة على أنّها دقيقة، عن طريق رؤيته لمدى توفر مجموعة من المعايير التي تحدد بأن القناة الإخبارية(المصدر) المقصودة بالمتابعة ذات مصداقية لديه (حسن عماد مكاوي،2005).

تخوض اليمن حربا منذ أكثر من ست سنوات على أثر قيام جماعة الحوثي بالانقلاب على الدولة وعلى الشرعية في 2015، الامر الذي حظى بتغطية إعلامية مكثفة عبر العديد من القنوات الفضائية اليمنية والعربية والأجنبية، وقد شكلت أحداث هذه الحرب أجندة الإعلام اليمني بكل أشكاله وأنواعه وتوجهاته، الأمر الذي انعكس على توجهات الجمهور اليمني ومواقفه نحو أحداث الحرب.

     فالمتابع للإعلام اليمني ومنها القنوات الفضائية، لطريقة تناوله وتغطيته للأحداث سيجد أنها في الغالب تغطية غير محايدة، تفتقد كثيرًا من المهنية والموضوعية، وهو قيام البعض بانحياز دائما الى طرف محدد ضد طرف آخر دون عرض متساوي، فكل طرف في التغطية الإعلامية يركز على اعتداءات الطرف الآخر، ويقوم بتضخيمها بهدف تقديم الآخر بوصفه المعتدي وتقديم نفسه في صورة الضحية. وهذا يعد استقطابا أفرز عدم الحياد في تلك القنوات اليمنية. ولعل التغطية الإعلامية لأحداث حرب 2015 خير دليل على عدم الحيادية في التناول والعرض والتحليل للأحداث. وكنتيجة مباشرة لانحيازيات الإعلام، يحصل الجمهور اليمني على صورة مشوشة عن أحداث الحرب. 

التنزيلات

منشور

2024-07-03

إصدار

القسم

المقالات