تأملات في شعر مجد الدين الذروي السليماني
الملخص
عاش شاعرنا في النصف الأخير من القرن التاسع ومطلع القرن العاشر الهجري ، وهي فترة تشظى فيها الوطن العربي ، و تجزأ فيما عرف بعصر الدول والإمارات ، ووهت الثقافة وضعف الأدب واشتغل الشعراء بالصنعة وبالزخارف اللفظية والمحسنات البديعية المتكلفة والغزل الشاذ والمجون ، لذا هدف البحث الذي بين أيدينا إلى الإجابة عن التساؤل عن مدى تأثر الشاعر بما كان سائدا في عصره .
لقد أمضى الشاعر حياته منتقلا بين موطنه الأول صبيا وبين الحجاز حتى ا ستقر به المقام في جازان لدى ممدوحه السلطان المهدي بن دريب حيث قصر مدحه عليه ، وشاركه معاناته وما يلاقيه من خصومه من مكايد وحروب فلم يكن لديه متسع من الوقت للهو أ وترف في القول أو الفعل ، وكان المديح لهذا السلطان هو أبرز أغراضه ، وقد تميز مديحه بالغلو ، كما برز تأثره بمن سبقه من الشعراء ، و تجلى عزوفه عن شعر المجون وعن الشغف بالمحسنات .