رئيس التحرير

كلمة رئيس التحرير    

كلية الآداب بجامعة تعز بما تزخر به من مكانة علمية، وتنوع معرفي وأكاديمي وثقافي، حرية بأن تنهض بحمل مشاعل العلم والفكر لأرباب الأقلام وأصحاب الهم البحثي والقلق المعرفي، في داخل اليمن وخارجها، عبر إصدار مجلة علمية متخصصة، تكون وعاءً لإنتاجاتهم، ومنبرًا لعطاءاتهم العلمية والفكرية، وإنجازاتهم الإبداعية الخلاقة، إسهامًا منهم لرفد المعرفة الإنسانية بكل جديد في مختلف المجالات.

وكلية الآداب، وهي تستشعر هذه المهمة وتتطلع إلى تحقيق هذه الغاية، قد بادرت منذ وقت سابق إلى هذا الدور ونهضت بهذه المهمة، وأصدرت خمسة أعداد باسم حولية كلية الآداب، احتضنت فيها أعمالًا مختلفة منذ عام 2011ـ 2015م، وبعد طول غياب توقفت فيه المجلة عن الإصدار ها نحن أولاء نواصل المشوار ـ الذي بدأه الزميل الدكتور أحمد قاسم أسحم أستاذ الأدب والنقد الحديث، الذي نرجو له الصحة وطول العمر واستمرار العطاء، إلى جانب نخبة من أساتذة الكلية ـ ونطل على القراء والمهتمين بالشأن الثقافي والمعرفي والبحث الإنساني عمومًا، ونصدر عددًا جديدًا للمجلة التي قمنا بتغيير اسمها إلى مجلة الآداب للعلوم الإنسانية؛ لتكون بهذه التسمية الجديدة أكثر شمولًا واتساعًا، واستيعابًا للإنتاجات الداخلة ضمن هذا الوصف وهذه التسمية.

وها هي ذي أول باكورة لهذا العدد نقدمها في مجال اللغة، والأدب، والجغرافيا، وعلم الاجتماع، والإدارة.

ففي مجال الأدب والنقد والبلاغة الجديدة يطالعنا البحث الأول الموسوم بـ "حجاجية أسلوب الأمر في الخطاب الأخلاقي في القرآن" حيث تحدثنا فيه الباحثة عن حجاجية أسلوب الأمر في الخطاب الأخلاقي القرآني، وتعرضه بطريقة جديدة، تنهض بالدرس البلاغي؛ من خلال تقنية حجاجية، ركزت على تغيير ثقافة المتلقي ومعتقداته وقيمه، مستخدمة المنهج التداولي في دراسة مقاربة للنص القرآني.

والبحث الثاني الموسوم بـ "واقع التعليم لدى الأطفال في دول ما سمي بالربيع العربي" يحدثنا فيه الباحث عن الجوانب العلمية والعملية، التي تلعبها المدرسة بوصفها رافدًا من روافد المعرفة والتأهيل التربوي والتعليمي، لاسيما في الأقطار العربية، إذ يعد التعليم اللبنة الأساسية في تكوين الناشئة؛ لتعيش في كنف الأمان والاستقرار بعيدًا عن الحروب والأزمات، التي باتت تؤرق العديد من بلداننا العربية، وتسببت في تدهور التعليم فيها.

والبحث الثالث الموسوم بـ "بنية أسماء الأعلام المنقولة في المكون الصرفي: مقاربة لسانية" يناقش فيه الباحث بنية أسماء الأعلام المنقولة داخل المكون الصرفي، متبنيًا فكرة عدم وجود مكون صرفي مستقل في النحو، ويتساءل عن الصلة بين أسماء الأعلام وأصولها المنقولة عنها، لمعرفة سلوكها صرفيًا داخل هذا المكون، وقد برهن الباحث على أن الأعلام وخاصة المنقولة منها تسلك سلوكًا مغايرًا للأسماء العامة، مستندة على سمة التعيين أثناء ملازمتها لتعريف العلمية، وعلى سمة الاسمية حين تفقد هذه السمة وتتحول إلى نكرات.

والبحث الرابع الموسوم بـ "تحليل جغرافي لإمكانية تنمية السياحة الريفية في جبل صبر" تحدث فيه الباحث عن سبل تطوير المناطق الريفية، واستثمار إمكانيات تلك المناطق، متخذا من جبل صبر المطل على مدينة تعز بمساحته الكبيرة المترامية الأطراف على كثير من المناطق الريفية أنموذجًا، مشيرًا إلى ضرورة تنفيذ استراتيجية عامة لتنمية وتخطيط السياحة الريفية في جبل صبر خاصة، وبقية المناطق الريفية عامة، والبحث عن سبل الدعم المختلفة للاستثمار في مشاريع السياحة الريفية؛ لتكون رافدًا تنمويًا يعود بالفائدة والنفع على تلك المناطق الريفية وسكانها.

والبحث الخامس الموسوم بـ "دور الإدارة والمؤسسات التربوية في مواجهة الآثار السلبية للعولمة والحفاظ على الهوية في البلدان العربية من وجهة نظر المتخصصين" وقد توصل فيه الباحث إلى ضرورة بناء نظرية مجذرة، توضح دور الإدارة والمؤسسات التربوية في الحفاظ على الهوية، ومواجهة الآثار السلبية للعولمة في البلدان العربية، وتحديد فلسفاتها، وأهم مبادئها، ومتطلبات تحقيقها.

وفي الأخير، وبعد الشكر والحمد لله على توفيقه وعونه، تتقدم أسرة تحرير المجلة -أيضًاـ بكل معاني الشكر والتقدير لقيادة جامعة تعز ممثلة في رئيسها الأستاذ الدكتور محمد الشعيبي، ونائبه لشؤون الطلبة الأستاذ الدكتور رياض العقاب، والنائب لشؤون الدراسات العليا والبحث العلمي الأستاذ الدكتور صادق الشميري، والشكر موصول للأستاذ الدكتور يحيى المذحجي عميد كلية الآداب، وذلك على كل ما قدموه من سبل الدعم والمساندة المادية والمعنوية، لاستئناف إصدار هذه المجلة مجددًا.   

والله نسأل السداد والتوفيق

رئيس التحرير ?