قراءة مُقاربة في كتاب المقامة لشوقي ضيف
الكلمات المفتاحية:
المقامة، شوقي ضيف، أدب عربي، فن نثري، الكُدْيَة، بديع الزمان الهمذاني، الحريري.الملخص
تهدفُ هذه الدراسة إلى تقديم قراءة مُقاربة لكتاب "المقامة" للدكتور شوقي ضيف. حيثُ تُعدُّ المقامة فنًا نثريًا عربيًا قديمًا يجمع بين الفكاهة والبراعة اللغوية، وغالبًا ما تدور حول موضوع الكُدْيَة (الاحتيال)، ويرويها راوٍ عن بطل واحد.
يُبرز البحث أهمية كتاب شوقي ضيف كمرجع أساسي للمقامة في الأدب العربي، حيث يوثق نشأتها وتطورها ومراحلها الزمنية من القرن الرابع الهجري حتى العصر الحديث. كما يتناول الكتاب أغراض فن المقامة وخصائصها، وتأثيرها وتأثُّرها بالآداب والثقافات المختلفة. ويكشف البحث أنَّ ضيف يرى المقامة كفن تعليمي يساعد الطلاب على إتقان اللغة والأساليب البلاغية.
يتناول البحث منهج ضيف في كتابه، الذي يمزج بين الأسلوب التفسيري والسردي والمنهج التاريخي، مع ملاحظة أنَّ جهوده النقدية في هذا الكتاب رائعة لكنَّها أقل مقارنة بنقده للشِّعر. وقد توصَّل التحليل إلى أن ضيف قدم معالجة متكاملة للمقامة، إلا أنه يلاحظ غياب التوثيق الدقيق للشواهد والمراجع في كتابه، وهو ما يعكس الأسلوب الشائع في عصره. وبالرغم من أن ضيف لم يقدم تعريفًا صريحًا ومُحكمًا للمقامة، إلا أن رؤيته تُبرزها كحديث أدبي بليغ يغلب فيه اللفظ على المعنى، بهدف تعليمي. ويختتم البحث بمناقشة آراء ضيف حول المقامة كفن غير قصصي، ومقارنتها بآراء نقاد آخرين يرون المقامة كشكل قصصي مكتمل العناصر الفنية.
