اليمن بين الانضمام والضم العسكري إلى الدولة العثمانية ( 923_1045هـ / 1517_1635م)

المؤلفون

  • د. طلال حمود عبده المخلافي مؤلف

الملخص

 يهدف هذا البحث إلى دراسة الأسلوب أو الشكل الذي ارتبطت به اليمن بالدولة العثمانية منذ نجاح العثمانيين بزعامة السلطان سليم الأول في السيطرة على مصر والقضاء على الدولة المملوكية سنة 923هـ/1517م، لما لذلك من أهمية في تحديد طبيعة ونوعية العلاقة التي نشأت بين الدولتين بعد ذلك، ويميز البحث بين أسلوبين اجتمعا في حالة اليمن وشكلا ثنائية تكاد تكون فريدة ونادرة بين البلدان العربية التي ارتبطت بالدولة العثمانية منذ سيطرتها على مصر، الأول أسلوب الانضمام السلمي غير المباشر، عبر اعترف المماليك الذين كانوا في اليمن بالسيادة العثمانية  سنة923هـ/1517م، والثاني أسلوب الضم العسكري المباشر الذي بدأ تجريبه في المرحلة الأولى على السواحل اليمنية عن طريق حملة حسين الرومي سنة926هـ/1520م وحملة سلمان ريس وخير الدين حمزة سنة932هـ/1526م لكن دون جدوى، ثم تم تطبيقه بنجاح في المرحلة الثانية من خلال حملة سليمان باشا الخادم سنة 945هـ/1538م على السواحل اليمنية التي تم اتخاذها قاعدة لتوسيع ذلك الضم إلى جل المناطق الداخلية، واستمر ذلك حتى خروج العثمانيين من اليمن وانتهاء عهدهم الأول فيها سنة1045هـ/1635م.
 كما يهدف البحث إلى التركيز على استقصاء ومعرفة الأسباب الحقيقية والجوهرية التي دفعت الدولة العثمانية لاستخدام هذين الأسلوبين كشكل محدد لنوعية وطريقة ارتباط اليمن بها. 
وقد حاول الباحث _ بما توافر له من مادة علمية وثائقية ومصدرية ومرجعية _  تتبع وضعية اليمن ضمن ثنائية أسلوبي الانضمام والضم إلى الدولة العثمانية طوال عهدها الأول باليمن من خلال ثلاثة محاور، خصص أولها للحديث عن أوضاع اليمن السياسية قبيل انضمامها إلى لدولة العثمانية، وتم فيه تسليط الضوء على قدوم المماليك إلى اليمن وحربهم مع البرتغاليين، وكذا الصراع الذي نشب بين المماليك والقوى اليمنية الرئيسة آنذاك ممثلة بالطاهريين والأئمة الزيدية من آل شرف الدين، وعني المحور الثاني بالحديث عن انضمام اليمن إلى الدولة العثمانية والكشف عن الأسباب الحقيقية لذلك وتم تصنيفها إلى داخلية وأخرى خارجية، بينما تناول المحور الثالث ضم العثمانيين لليمن والمراحل التي استغرقها ذلك الضم والأساليب التي استخدمت لتطبيقه، مع التركيز على الأسباب الرئيسة التي دفعت العثمانيين لضم اليمن إلى دولتهم والتي تم تصنيفها _ أيضاً _ إلى داخلية وخارجية.
واختتم البحث بالتأكيد على مساهمة أوضاع اليمن السياسية في قدوم المماليك وإعلانهم الانضمام إلى الدولة العثمانية بطريقة سلمية غير مباشرة استمرت 3 سنوات، اضطر العثمانيون بعده استخدام أسلوب جديد وهو أسلوب الضم العسكري المباشر لليمن الذي استمر ما يقارب القرن من الزمن، توحدت اليمن خلاله في إيالة واحدة وتخلصت من الانقسام وخطر البرتغاليين وتمكن العثمانيون من حماية حدود دولتهم الجنوبية خاصة الأماكن المقدسة في الحجاز، وأكد البحث أن السلبيات التي رافقت تطبيق أسلوب الضم كانت تصرفات فردية ولم تكن تمثل نهجاً رسمياً للدولة العثمانية ، وأن المقاومة التي تزعمها أئمة الزيدية آنذاك لم تكن بسبب تلك السلبيات الفردية بقدر ما كانت سياسية في المقام الأول.
 

التنزيلات

منشور

2024-08-20

إصدار

القسم

المقالات