هويتنا الثقافية في ظل العولمة
الملخص
ليس من السهل أن تسترع هوية أمة مهما للداكنت حلقات الضعف في بنيتها المفصلية، إلا أن الحرب المعلنة هد الثقافة الإسلامية والهوية العربية الطويلة النفس والمتعددة الأغراض والمتنوعة الأليات، لا يبدو عليها علامات الاستعجال التحقيق أهدافها المعلنة وغير المعلنة، ومن تلك الأهداف الإجهاز على خصوصيات المجتمعات البشرية فتجد أن عوامل الاستلاب الثقافي، وأهداف الهيمنة، قد شكلت نسيجاً متداخلاً والسياباً يلف المجتمعات بعوامل شكلت أحياناً هموماً لدى كثير من أبنائنا يعملون جاهدين على تحقيقها، ونجد أننا نبحث عن هذا البؤس، وتنفق على تحقيقه كثيرا من مقدراتنا الزمانية والاقتصادية، هذه القوالب التي جعلناها من ضرورات العصر لا تعرف المهاودة، فهي بحكم التنافح معالم على درب هدم الذات واستلاب الهوية، ربما هذا على المستوى الفردي، لكن الخطر الأشد أن تكون المؤسسات المسند إليها حماية هذه الهوية، فقد وصل إليها العزوء ومن هنا فقط تتضح حجم المأساة. لقد تنادى العقاد من أبناء هذه الأمة متسائلين: هل نحن في أزمة تربوية تحتاج إلى المصارحة، والجنية
وتوحيد الرؤية للتغلب عليها وإصلاح الداخل، ثم تتطلق لمجابهة الأخطار الخارجية أم لا ؟ وقد اتضح للهم من قبلنا أن
اليد المشلولة لا تعرف البناء .
أن نشر ثقافة الطرف المهيمن، وضرب الثقافات المحلية والقومية للشعوب، بعد هدفاً معلنا من أجل سيادة نموذج واحد للتفكير، ونشر قيم إنسانية معينة، والهدف الأعمى كما يرى الباحث هو إشعال العقول بثقافة لا علاقة لها بالإبداع خطط لها المستعمر الانجليزي قديماً في مصر، ثم عمم هذا النوع من الثقافة على دول عديدة من العالم الثالث. فهي لا تعتمد على العلمية التجريبية التي تنتج عقولاً مبدعة، ولكن على ترسح لقطة الضعف المركزية في اللقافاتنا، وهي التركيز على الحفظ والتذكر.
كما كشف الجابري عن هدف آخر للاختراق في الثقافة العربية، وهو تسطيح الوعي ممثلاً في الصور المشاهدة الإعلامية التي يغلب عليها الطابع الإعلاني الذي يستنفر الانفعال، ويحرك المشاعر، ويحجب العقل. وهذا يؤدي بدوره إلى قولية الفكر، وتغير أنماط السلوك، حتى يؤدي إلى تعطيل التنمية في البلدان النامية. أن ترك هذا الاستلاب دون علاج، أو علاجه على نحو سيئ، قد يتحول إلى مصدر من أكبر مصادر عدم
الاستقرار الدولي
أن توسيع الحريات الثقافية هدف مهم ومتفق عليه في التنمية البشرية . ومن هنا جاء دور هذا البحث الذي تحاول من خلاله التأكيد على عالمية الثقافة مع ضرورة الاحتفاظ بهوية ثقافية عربية إسلامية، قابلة لتبني أسس الحداثة في تكوينها، بحيث تكون مرنة ومنفتحة مع الاحتفاظ بخصوصياتها والدفاع عنها.