أزمة الشاعرية العربية في العصر الحديث دراسة في أسباب ضعفها لدى الشعراء اليمنيين

المؤلفون

  • د.احمد اسحم مؤلف

الملخص

 من المؤكد أن الشعر العربي الحديث يمر بأزمة أزمة عاصفة تكاد أن تنشل الشعر من جذوره، ولا تغرك تلك الصيحات التي تزعم تفوقه كقول إدوار الخراط : * الواقع الأدبي شعراً ورواية في العالم العربي لم يعرف ربما عصراً
مزدهراً ومغامراً وقديراً مثلما هو هذه الأيام (1). ومظاهر هذه الأزمة واضحة في العزوف عن قراءة الشعر وسماعه لدى الكثير ، بالرغم من الكثافة الهائلة في
التأليف الشعري، فما أسباب ذلك؟ ظل هذا التساؤل يراودني منذ فترة، وبالتحديد منذ أن سجلت عنواناً للماجستير، حين صدمت بكم هائل من الدواوين للشعراء الشباب من جيل الثمانينيات والتسعينيات، منهم الشعراء المشهورون والمغمورون وقلت لنفسي هاهو الشعر قد عرف طريقه إلى النشر وصار بين دفتي كتاب، ولكن لماذا لا توجد تلك الحرارة وتلك الدهشة التي تجعل الإنسان يحس أنه يقرأ شعراء تساءلت كثيراً وأنا أبحث عن الصورة الفنية في مرحلة الماجستير، وعن الرمز الفني في الدكتوراه وعرفت أثناء ذلك أن الشعر العربي وبخاصة عند هؤلاء يعيش في أزمة شديدة، أظن أن سرها يكمن في ضعف الشاعرية العربية ونضوبها .
وقد تنبه لتلك المشكلة الكثير من النقاد وعلى رأسهم المقالح وبالرغم أنه من أكثر الدارسين تشجيعا للشعراء الشباب، حتى ظن البعض أنه يكيل المديح لكل من هب ودب (۲) ، كان أكثر الناس والدارسين شعوراً بالأزمة وأكثرهم تشخيصا لها، والذين انتقدوه وعابوه لا يجيدون قراءة ما بين السطور؛ فهو في كثير من مقدماته كالطبيب رحيم وقاس في آن واحد، يقول: الشعر المبتذل والرديء يملأ المكتبات ويشوه الورق الأبيض ((۳) فهو يتحسر على فقدان هذه الأمة لجزء كبير من الإبداع الذي يصنع الإنسان ويهذب من مشاعره وعواطفه، ويقول في معرض آخر: إن الساحة الأدبية في بلادنا اليوم مليئة بالمواهب النظيفة المعطاءة لكنها كذلك تعج بالمغامرين والأفاكين الذين يتعاطون الأدب عن جهل ويمارسونه عن سوء نية (4) وكلمة 

التنزيلات

منشور

2024-08-21

إصدار

القسم

المقالات