نُقولات أبي عُبيدٍ البَكْريّ الأندلسيّ 487ه عن أبي محمّدٍ الهَمْدانيّ 334ه من كُتُبِهِ المفقودة والموجودة (اقتفاءٌ للأَثَر وإسنادٌ للخَبَر)

Authors

  • د. مقبل التّامّ عامر الأحمديّ Author

Abstract

اشتمل البحثُ على نُقولاتٍ عزيزةٍ لأبي عُبيد البَكْريّ عن أبي محمّد الهَمْدانيّ، منها نصيبٌ وافرٌ عن كُتُبِهِ المفقودة؛ ولعلّ في وقوف البَكْريّ عليها وهو ببلاد الأندلس، وفي زمنٍ غير بعيدٍ عن الهَمْدانيّ، آيةً على بُلُوغ شهرة الهَمْدانيّ تلك الأصقاع في وقتٍ مبكِّر، وآيةً آخرى على اهتمام العلماء فيها بآثارِهِ، ولهذا سعوا -وكانوا في سَعة- إلى تَطْلابها من أقصى جنوبيّ الجزيرة العربيّة رغم بُعْد الشُّقّة وانقطاع الأسباب آنذاك، ولعلّ نفائس الهَمْدانيّ، وأبرزها الإكليل، قد ذاع صِيتها وطَبَّقت شهرتها الآفاق، فأعانها ذلك على بُلوغ الأندلس قبل أن تصل إلى بعض أجزاء اليَمَن على الأرجح، لكثرة الخُصوم فيها، وغَلَبَة غير ذوي الفُهوم من أبنائها، وقِلَّة إيمان أكثر اليَمانيَة بأقدار علمائهم ونُبهائهم في أزمانهم ، وهو داءٌ فاشٍ فيهم يَتوارثونه كأَنْفَس ما يَتوارثون، فضلًا عن تَغَلُّب الأغراب على حُكْم اليَمَن في عهد الهَمْدانيّ، وتَسْليطهم السُّفهاء مِنَ الشّعراء على الهَمْدانيّ للنَّيْل منه والغَمْز مِنَ القحطانيّة، وقَصْر مفاخر أهل اليَمَن في الإسلام على نُصْرة العدنانيّة، لا نُصْرة الإسلام الّذي جالدوا عليه قُريشًا بالسُّيوف حتّى دخلوا فيه رَغْبَةً أو رَهْبَةً.
ولعلّ الهَمْدانيّ كان أبرز مَنْ حارب نزعة الغُرباء غير السَّوِيَّة، وسعى إلى بَعْث أمجاد اليمن في الجاهليّة والإسلام، وإحياء مفاخرهم ومآثرهم، ونَشْر المَطْويّ من أحسابهم وأنسابهم، والتّنبيه على مُلوكهم وممالكهم، وأشرافهم ووجهائهم، وعلى سابقتهم في نُصْرة الدّين وإعلاء كلمتِهِ، وإخراجهم لقُرَيش من عبادة الأصنام والأزلام إلى عبادة الله الواحد الأحد، فكانت بينهم أيّامٌ ووقعات وغزوات، أفضت كلّها إلى فتح مكّة، ودخول النّاس في دين الله أفواجًا.
وقد كُسر البحث على ثلاثة أقسام، هي: المِهاد والنُّقولات ثمّ الخاتمة؛ فكان في المِهاد عرضٌ لمصادر النُّقولات وطرائق البَكْريّ في النَّقْل، وقُسمت النُّقولات ثلاثة أقسام، هي: المفقودة، والمقاربة والمشابهة لما في كتب الهَمْدانيّ، وعُرض في كلّ قسم ما فيه معلَّقًا عليه وعلى خبره قدرَ الوُسْع، وفي الخاتمة عُرضت نتائج البحث، وما أفضى إليه استعراض تلك النُّقولات الّتي بلغت ستّةً وتسعين نَقْلًا، والخُلوص إلى نتائج تمخّض عنها البحث، وفيها ما أحسبه جديدًا ومفيدًا

Published

2024-08-21

Issue

Section

المقالات