الشفـاعة الأخروية بيـن المثبتين والنـافيـن
Abstract
إن الإيمان باليوم الآخر وما يكون فيه من البعث والحساب والجزاء - يُعَد أصلاً من أصول الإيمان في الإسلام , وأساساً من الأسس الدينية العظيمة المتفق عليها بين الشرائع السماوية قاطبة , بل إن (( أهل الكتاب وغيرهم من المِلَل التي كان لها كتب وتشريع ديني ومدني ثم فُقِدت كتبهم أوحُرفت ,واستحوذت عليهم الوثنية - ... كلهم يؤمنون بحياة بعد الموت وجزاء , يختلفون في صفتهما لا في أصلهما , ولكن إيمانهم هذا قد شابَهُ الفساد ببنائه على بِدَع ذهبت بجل فائدته في إصلاح الناس ...))( ).
وبالإيمان باليوم الآخر (( يكمل الإيمان بالله تعالى , ويكون باعثاً على العمل الصالح وترك الفواحش والمنكرات والبغيٍ والعدوان ... )) ( ). وبه يُفْهم مغزى الحياة الإنسانية والحكمة منها , ويجب أن يؤدي الدور المنوط به في تربية الأرواح وحَدْوِها إلى بارئها ، وتزكية الأنفس وتهذيبها بمنهج فاطرها .
وقد قرن الله تعالى بين الإيمان به سبحانه والإيمان بذلك اليوم , وتحدث عنه في مواضع كثيرة من كتابه الكريم . وتُعَد مسألة الشفاعة الأخروية من المسائل المهمة المرتبطة بذلك الأصل الإيماني والأساس الديني العظيم ( الإيمان باليوم الآخر ) , بل إن من العلماء من عَدّها من أصول الدين التي يتكلم المتكلمون فيها ويتناظرون عليها ( ) , في حين عدّها آخرون من المسائل الفرعية العلمية ( ) .... وقد عُدَّت في أصول الدين لتعلقها الجلي بباب الوعيد ؛ فإن المتكلمين يذكرون في بابي الوعد والوعيد أربع مسائل , هي : مصير المؤمنين , ومصير الكفار , ومصير الفساق , والشفاعة .