حكم ترشيح النفس للولايات العامة في ضوء الكتاب والسنة
Abstract
فإنه في ظل ما نعيش الآن مما يسمى ( بالديمقراطية ( ، يستسهل البعض ترشيح نفسه للمسؤوليات والمناصب الدنيوية بشتى أنواعها بكل السبل والوسائل المشروعة وغير المشروعة ، متناسين خطورة هذه المناصب في دين الله ، و عظم الأمانة التي يسعون إلى حملها وعدم قدرتهم على القيام بأعبائها ، فلا يعلمون . ولا يقيمون لهذه الأمانة وزنًا ، فتكون العاقبة خزي وندم حقا إنها أمانة ، وإنها يوم القيامة خزي وندامة ، إلا من كان أهلاً لها فأخذها بحقها ، وأدى الذي عليها فيها بتوفيق الله ومعونته .
لقد كانت نصيحة النبي لأبي ذر الغفاري - وقد جاء طالبا الولاية ، طامعا فـ في. نصيحة محب صادق حريص على من يحب ، فقال له : (( يا أبا ذر ، إني أراك ضعيفاً ، وإني أحب لك ما أحب لنفسي ، لا تأمرن على اثنين ، ولا تولين مال يتيم (( (( إنك ضعيف ، وإنها أمانة ، وإنها يوم القيامة خزي وندامة ، إلا من أخذها بحقها ، وأدى الذي عليه فيها )) .
إن غياب الضوابط الشرعية عن المرشحين للمجالس النيابية وعن الناخبين الذين يختارون من يمثل الأمة ظاهرة خطيرة ، وقد جعلها النبي ﷺ نذيراً لقرب قيام القيامة وزوال الدنيا ؛ لأنها تمثل ضياعًا للأمانة ،