النظم الانتخابية دراسة تحليلية مقارنة للنظم السائدة في العالم
Abstract
إن هذا التطور الديمقراطي الذي يشهده العالم لم يكن وليد السنوات أو العقود القليلة الماضية وإنما كان نتاج مراحل طوال بدأتها الإنسانية منذ الماضي البعيد حيث خاضت نضالاً شاقاً وطويلاً ضد الديكتاتوريات والأنظمة القمعية وكافة أشكال الاستبداد حتى انتصرت في نهاية المطاف بسحب البساط من تحت أقدام تلك الأنظمة القهرية المستبدة وجعل السلطة بيد الشعب .
ولا يعني ذلك أنها قد وصلت الي غاياتها النهائية فما زالت هناك أنظمة في بعض البلدان لم تسلم بحق الشعب في الحكم وما زالت بعضها تنضر لمواطنيها أنهم قاصرون لا يستطيعون إدارة شؤونهم بأنفسهم وممارسة السلطة فهم برأي تلك الأنظمة بحاجة إلى من يقودهم ويتولى أمورهم على الدوام وبدون إشراكهم في صناعة القرار .
فمعظم دول العالم لازال حتى هذا العصر يمارس القمع والاضطهاد بحق مواطنيه رغم الحقوق التي تدبج بها مواد دساتيرها ورغم الانتخابات التي تخوضها والمجالس النيابية التي تتباهى بها والقضاء الذي تعلن استقلاله ، ليست جميعها إلا أشكال يسيرها موظفي السلطة
المؤتمرين بأمرها (1).
ولكن رغم هذا الاستبداد إلا أن الزمن ليس في صالح تلك الأنظمة فالعصر هو عصر الديمقراطية والمشاركة الشعبية ، والزمن كفيل بإزاحة هذه الأنظمة المستبدة وجعل السلطة بيد الشعب .