حرية الرأي في القرآن الكريم (تقريرها وضوابطها)
Abstract
الحمد الله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وعلى
آلة وصحبه أجمعين، وبعد:
فتعد قضية حرية الرأي من القضايا المعاصرة التي يكثر فيها الحديث، لما يترتب عليها من فهم لمختلف
القـضايا، وقـد لحـق المـسلمين الضرر الكبير نتيجة الفهم الخاطئ والت وظيف غير الرشيد لحرية الرأي، كالضجة الإعلامية التي حصلت بسبب الرسوم المسيئة للرسول صلى الله عليه وسلم.
وحـرية الـرأي نعمـة مـن نعم الله عز وجل على عباده، كفلها الإسلام، وأولاها عناية كبيرة ب ، وصفها
الوسـيلة الرئيـسة لنـشر ا لدعوة الإسلامية، وأعطى العقل مكانة عالية، فحرره من الخرافة والشرك، وشجعه على التفكيـر، وأخـذ بسلطانه في شتى العلوم، ولهذا فقد اقتضت مشيئة الله تعالى أن يخلق الناس بعقول ومدارك متباينة
قال تعالى ﴿ وَمِنْ آيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافُ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوَانِكُمْ ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّلْعَالِمِينَ﴾
[ الروم: 22]