القراءات القرآنية دراسة في كتاب (معاني القرآن للقراء (207هـ)
Abstract
تعددت كتب ( معاني القرآن ) ، وتنوعت أشكالها ، ومقاصدها ، ولكن كانت كلها تدور
حول محور واحد ألا وهو القرآن الكريم، مفتشةً عن مقاصد كلماته ، ومعانيها مرة وعن مدلول قراءاته المتواترة ، والشاذة، وما يتساوق منها مع أحكام الشارع ، أو مع لهجات العرب الذين نزل القرآن بلغتهم مرة ثانية ، وعن الأوجه الإعرابية التي تحتملها كلماته ، وآياته ، وسوره ، والاستشهاد عليها بأشعار العرب ، وأرجازهم مرة ثالثة ونحن إذ يحدونا الأمل بأن نقف - في دراسة قادمة بإذن الله - على ما جمع هذه الكتب، وعلى ما فرقها ، فإننا أحببنا أن نقف على كتاب مهم من كتب معاني القرآن ، بل أهمها قاطبة ، ألا وهو كتاب ) معاني القرآن ( للفراء . ذلك أن هذا العالم الجليل يتميز عن غيره ممن سبقه ، أو لحقه بأنه كان يمثل رأس المدرسة الكوفية في النحو والصرف ، وقد أفرغ كثيراً من الآراء الكوفية من خلال معالجته لمسائل النحو ، والصرف ، والقراءات في هذا الكتاب . زن على ذلك أنه كان قد بلغ المكانة السامية في العلم ، حتى قيل عنه : النحو الفراء ، والفراء أمير المؤمنين في النحو . ومن هنا كان لا بد أن تتسابق الأقلام ، وتتكاتف العقول في الكشف عن جواهر هذا الكتاب ، ودرره ، وإبرازها للناس علهم يستفيدون منها ، وتكون لهم منارة ، ونبراساً يستنيرون به في دراساتهم القادمة . ونحن إذ نخوض غمار هذا الكتاب أحببنا أن نقف على جانب من جوانبه المهمة ألا وهو القراءات القرآنية ، وعلاقتها بالمعنى ، وكيف أن الفراء كان يوجه هذه القراءات بحسب ما يقتضيه المعنى الذي استقر في ذهنه . فكان لا بد من أن نقف على القراءات القرآنية ، الصحيحة ، والشاذة ، وموقف الفراء منها ، وما يتفق منها مع المعنى الذي يريده ، وما يختلف ، مما حدا به إلى رد بعضها
تعددت كتب ( معاني القرآن ) ، وتنوعت أشكالها ، ومقاصدها ، ولكن كانت كلها تدور
كما سنرى بعون الله