الانتخابات النيابية في اليمن دراسة جغرافية تطبيقية للسلوك التصويتي للناخبين في الدائرة (30) للدورة الانتخابية الثالثة 2003م
Abstract
عرف اليمن نظام الانتخابات منذ وقت مبكر حيث كانت السلطة السياسية في عهد الدولة السبلية تتكون من عدد من المجالس المساهمة في عملية صنع القرار السياسي وفقا لمهماتها الأساسية . فقد كان هناك مجلس استشاري يقف إلى جانب الملك ويساعده في إدارة شئون الدولة. ومجالس أخرى تتولى إدارة المقاطعات التابعة لسيادة الدولة مثل المجالس التي كان يطلق عليها إسم (مزود ) تشبه إلى حد ما المجالس المحلية الحالية بتخصصاتها وتوزيعها المكاني على جميع الوحدات الإدارية للدولة ومجلس آخر يطلق عليه مجلس (المثامنة والثمانية ) الذي كان يضم ممثلين من جميع المقاطعات ويتمتع بسلطة دستورية بحيث لا يحق للملك أن يعتلي عرش السلطة الأبعد موافقته (1) وترتبط عملية الانتخابات ارتباطا وثيقا بنظام الديمقراطية القائم على التعددية السياسية ، وهي لذلك تعد تركة ليبرالية كما وصفها بعض الجغرافيين (۲) حيث أخذت تمارسها الدول الرأسمالية التي تأخذ بنظام الأحزاب وتتبع نظام التمثيل النيابي القائم على الانتخابات الحرة والمباشرة ، وبالتالي أخذت الدول تباعا لهذا النهج بحيث اصبح يمثل محددا سياسيا هاما في أساسيات النظام السياسي للدول . .. لذلك فالانتخابات تعد من الأهمية في قوة الدولة بأنها تعتبر الوسيلة المثلى للتبادل السلمي للسلطة لأنها تعمل على نقل الصراع إلى المساحات الدستورية ومقياسا لأيدلوجية الصراع السلمي للوصول إلى السلطة بأمان (۳) إلى جانب أن الانتخابات تعد من الأهمية بأنها ظاهرة سياسية هامة في حياة الدولة اليمنية التي عملت على ترسيخ النهج الديمقراطي بما يكفل للمواطن حرية ممارسة حقوقه الدستورية وفقا للضوابط التي حددها الدستور بما يكفل سلامة الأجراء الانتخابي . وبعد التصويت على درجة كبير من الأهمية في الانتخابات لأنه يكشف عن كثير من الجوانب التي تشكل مجالا خصبا للباحثين في مجال جغرافية الانتخابات ، حيث يمكن من خلاله التعرف على سلوك الناخبين في الإدلاء بأصواتهم في الانتخابات و العوامل المؤثرة في ذلك إلى جانب معرفة جوائب القوة والضعف في العملية الانتخابية . من خلال المعايير المستخدمة في تقسيم الدوائر الانتخابية