افعـال القلوب

Authors

  • د.خطاب عمر بكر Author

Abstract

الْأَفْعَالُ الَّتِي تَدْخُلُ عَلَى الْجُمَل نَوْعَانِ، نَوْعٌ الْمَقْصُوْدُ مِنْهُ حِكَايَة لَفْظِ الْجُمْلَةِ، وَالْمُرَادُ بِهَذَا النَّوْعِ القول، لخو ( قُلتُ ضَرَبَ زَيْدٌ عَمْراً ) و ( قُلتُ زَيْدٌ ضَارِبٌ عَمْراً ) ، ولا كَانَ الْغَرَضُ مِنْ هَذَا النَّوْعِ حِكَايَة لَفْظِ الْجُمْلَةِ لَمْ يَعْمَلِ الْفِعْلُ فِيْهَا، فِعْلِيَّةً كَانَتِ الْجُمْلَةُ أو اسْمِيَّة، كما مُثْلَ، لَأَنَّهُ يَجِبُ مُرَاعَاةُ الْمَحْكِي. ولوع المَقْصُدُ مِنه معنى الجُمْلَةِ دون لفظها، والْمُرَادُ بِمعنى الْجُمْلَةِ مَضْمُولُهَا، لِذلِكَ لَا بُدَّ لِهَذَا الْفِعْلِ أَنْ يَعْمَلْ فِي الْجُمْلَةِ، وَلا يَجُوز أن تَكون هَذِهِ الْجُمْلَةُ فِعْلِية، لأنَّ الفِعْلَ لَا يَعْمَلُ فِي الْفِعْلِ، فَإِذَنْ تَكُونَ اسْمِيَّة. وَالْفِعْلُ الدَّاخِلُ عَلَى الْجُمْلَةِ الْاسْمِيةِ إمَّا يَطلبُ مِنْهَا فَاعلاً، وإمَّا مَفْعُولاً، فَإِنْ طَلَبَ فَاعِلاً، وَهَذَا فِي بَابٍ كَانَ وأَخَوَاتِهَا، رَفَعَ الْمُبْتدأ تشبيها له بالفاعل، ونَصَبَ الْخَبر تشبيهاً لهُ بِالْمَفْعُولِ، وَالْفَاعِلَ حَقِيقَةً فِي مِثْلِ هَذَا هُوَ مَصْدَرُ الْخَبَرِ مُضَافَاً إلَى الْمُبْتَدَأَ فَالْفَاعِلُ فِي قَوْلِنَا ( كَانَ زَيْدٌ مُسَافِرَاً ) هُوَ : سَهْرُ زَيْدٍ، لأَنَّهُ هُوَ الْحَادِثُ الْكَائِنُ حَقيقة، وكَذَا الْفاعِلُ فِي ( صَارَ زَيْدٌ نَاجِحَأَ ( هُوَ : لَجَاحُ زَيْدٍ، لَأَنَّهُ هُوَ الضَّائِرُ و الْحَقِيقَةِ، وكَذَا فِي جَمِيعِ أَخَوَاتِ (كان)، لأَنْ حُكْمَهَا بِمَعْنَى (كَانَ مَعَ قَيْدٍ آخَرَ ، فَمَعْنَى (صَارَ): كَانَ بَعْدَ أَنْ لَمْ يَكُنْ ومَعْنَى (زَالَ) وأَخَوَاتِهَا : كَانَ دَائِمَاً ، ومَعْنَى (أصْبَحَ وأَخَوَاتِهَا: كَانَ فِي الصُّبْحِ وَالْمَسَاءِ والضُّحَى واللَّيْلِ، وَمَعْنَى (لَيْسَ): مَا كَانَ (١) وَإِنْ طَلَبَ الْفِعْلُ مَفْعُولاً، وَهَذَا فِي بَابٍ أفْعَالِ الْقُلُوبِ والنَّصْبِيْرِ، نَصَبَ جُزْأَيِ الْجُمْلَةِ إِنْ تَجَرَّدَتْ مِنْ (إِنَّ) لأَنَّ الْمَفْعُوْلَ الْحَقِيقِي فِي مِثل هَذَا هُوَ مَصْدَرُ الْجُزء الثَّانِي مُضَافَةٌ إِلَى الْجُزْءِ الْأَوَّلِ، أَعْنِي مَصْدَرَ الْخَيْرِ مُضَافَاً إِلَى الْمُبْتَدَاً، إذ إنَّ اعْتِمَادَ هَذِهِ الأَفْعَالِ عَلَى الْمَفْعُولِ الثَّانِي الَّذِي كَانَ خَبَرَأَ لِلْمُبْتَدَأَ ، فَإِذَا قُلْتَ: عَلِمْتُ زَيْدَاً نَاجِحَاً، وَقَعَ عِلْمُكَ بِنَجَاحٍ زَيْدٍ لا بِزَيْدٍ، لأنك كُنتَ عَالِمَا بِزَيْدٍ مِنْ قَبْلُ، كَمَا كَانَ الْمُخَاطَبُ عَالِمَاً بِهِ، وَلَكِنَّكَ ذَكَرْتَ الأَول لِيُعْلَمَ مَنِ الَّذِي عُلِمَ مِنْهُ النَّجَاحُ، فَالْفَائِدَةُ فِي الْمَفْعُولِ الثَّانِي كَمَا كَانَتِ الْفَائِدَةُ فِي بَابِ الْمُبْتَدَاً والْخَبَر فِي الْخَيْرِ لا فِي الْمُبْد ()، ولَمَّا كَانَتْ هَذِهِ الْأَفْعَالُ وَاقِعَةً عَلَى الْمُبْتَدَأَ وَالْخَبَرِ، وَمَعْنَاهَا مُتَعَلَّقَ بِهِمَا جَمِيعاً لا بِإحْدَاهُمَا ، أَمَّا تَعَلَّقَهَا بِالْخَبَرِ فَلَأَنَّهُ مَوْضِعُ الْقَائِدَةِ، وَأَمَّا تَعَلَّقَهَا بِالْمُبْتَدَأَ فَلِلإِيْذَانِ بِصَاحِب الأَمْرِ الْمَشْكُوكِ فِيهِ أو الْمُتَبقَنِ مِنْهُ . وَجَبَ أَنْ تَلْصِبَهُمَا جَمِيعًا، لَأَنَّ الْفِعْلَ إِذَا اشْتَغَلَ بِفَاعِلِهِ ورَفْعَهُ كَانَ جَمِيعُ مَا يَتَعَلَّقُ بهِ مَنْصُوبَا، لألَهُ يَكُونُ فَضْلَةً

Published

2024-08-21

Issue

Section

المقالات