تقدمات نذرية للمعبودات في اليمن القديم (تقدمات النفس والممتلكات)دراسة من خلال النقوش والآثار
Abstract
يعتبر تقديم القرابين للمعبودات في اليمن القديم من أهم الشعائر الدينية وأبرزها ، التي كان يقوم بها اليمنيون القدماء ، وكانت القرابين والنذور تقدم للمعبودات لدفع خطر قائم، أو حرص على عدم حدوث خطر متوقع في المستقبل، ولعل أهم تطور لمفهوم الأضحية البشرية هو أنها الأضحية البديلة والامتداد الإلهي للبشرية ، وهي فكرة تأخذ في كل مرحلة من مراحل التحضر صيغة تنسجم مع مستوى التطور الاعتقادي الكلي ومع خصوصية بعض جوانبه في كل بيئة من البيئات المتحضرة . ومن خلال الدراسات النقشية يتبين لنا أن النذور والقرابين كانت نتيجة حاجة ملحة للإنسان فتصور أنه من خلال تقدمات مغرية للمعبودات وهدايا سارة للكهان يستطيع التأثير على آلهته، فيجعلها تمنحه البركة أو تسبل عليه النعم، وتمنحه الأولاد الذكور الأصحاء، وتحفظ له أبناءه من العيون الشريرة، وتساعد الحوامل على الوضع بسلام، وتسعده في السلم وتنصره في الحرب . ونجد في لغة اليمن القديم لفظة (ا ك ر ب ) بمعنى ( تقرب للمعبودات بقربان) وكانت القرابين أو النذور تقدم للمعبودات من الملوك كما يدل على ذلك النقشان (JA567,792)، والكهنة ، ومن سادات القوم وعامتهم ، ومن الذكور والإناث ، ومن أفراد ، أو جماعات . وكانت تصاحب تلك القرابين الدعاء والتراتيل والابتهالات وغيرها من الطقوس الأخرى ، وتتضمن النقوش أسماء أصحاب القرابين والنذور وأسماء المعبودات ونوعية التقدمات وأسباب تقديمها. وفي أخر النقش النذري عادة ما تأتي عبارة بمثابة تضرع وتوسل إلى المعبودات لتحقيق ما يصبون إليه من أمال وأماني يتمنونها مستقبلاً ويتوسلون إلى المعبودات لمنحهم ومنح ساداتهم السلامة والسعادة .