المعرفة العقلية في المنظور الإسلامي

Authors

  • د.مراد عبدالله الجنابي Author

Abstract

فالعقل من أعظم نعم الله جل جلاله وعم نواله علينا ، وأنفع الأشياء وأجداها لدينا، حبانا الله تعالى به ، وخصنا بوظائفه ، به نميّز الخبيث من الطيب ، والخير من الشر، والفضيلة من الرذيلة ، في حدود ما منحنه الله تعالى من سلطة وما حباه من خصائص وما أناط به من وظائف. وجعله الله تعالى مناط التكليف ، ومدار المثوبة والعقوبة ، فالعقل مفطور على التمييز بين الأشياء وإطلاق الأحكام عليها، ولا يوصف بخير أو شر إلا من خلال عمله ، فهو في الحقيقة آلة خالية من الأغراض ، ومهمته العلم بصفات الأشياء من حسن وقبح ، وكمال ونقصان ، والعلم بخير الخيرين وشر الشرين ليمايز بينهما. وإن معرفة الله تعالى هي أسمى المعارف وأجلها ، وهي الأساس الذي تقوم عليه الحياة الروحية كلها ، فمنها تفرعت معرفة الأنبياء والرسل ، وما يتصل بهم من حيث عصمتهم ووظيفتهم ، وصفاتهم ، والحاجة إلى رسا لاتهم ، وما يلحق بذلك من المعجزة والولاية ، والكرامة ، والكتب السماوية ، وعنها تشعبت المعرفة بمعالم ما وراء الطبيعة من الملائكة والجن والروح ، وعنها انبثقت المعرفة بمصير هذه الحياة ، وما تنتهي إليه من الحياة البرزخية ، والحياة الأخروية : من البعث والحساب ، والحوض ، والميزان والثواب ، والعقاب والصراط ، والجنة والنار.

Published

2024-08-21

Issue

Section

المقالات