التخريج النحوي على لغات القبائل اليمنية
Abstract
يتساءل كثير من طلبة الدراسات العربية: هل توجد مدرسة نحوية (يمنية)؟ وإذا كان لهذه المدرسة وجود، فلماذا لم يُشر إليها الدكتور / شوقي ضيف في كتابه الشهير (المدارس النحوية)؟ (1) وإذا لم يكن لها وجود ، فما علة ذلك؟ وبلاد اليمن - كغيرها من البلاد العربية والإسلامية - مشهورة بعلمائها وأدبائها ومفكريها على مر الأزمنة والعصور وكان مما قلته ردا على هذه التساؤلات: إن مصادر الفكر النحوي واللغوي في اليمن لم يُكتب لها الذيوع والانتشار، فهي ما تزال حبيسة خزائن الكتب، ودور المخطوطات. أما المحقق المطبوع منها فلا يكاد يذكر ولا يكفي لاستنباط ما فيه من آراء واجتهادات تصلح لتكوين مدرسة يمنية في علم النحو والصرف وأجدها فرصة مناسبة هنا أدعو من خلالها طلبة الدراسات العليا في الجامعات اليمنية المشتغلين بعلوم النحو واللغة إلى الاتجاه في أبحاثهم ورسائلهم إلى تحقيق ودراسة المخطوطات اليمنية ؛ لكي ينتشر تراثنا الفكري في هذا المجال، ويصبح قريبا من أيدي الباحثين والدارسين في الوطن العربي والإسلامي غير أن ذلك لا يجعلنا مكتوفي الأيدي؛ فإذا كان من العسير- في الوقت الحاضر - دراسة الفكر النحوي واللغوي في اليمن، فإن في اللغات اليمنية المتناثرة في مصادر ومراجع النحو واللغة المختلفة عوناً للدارسين والباحثين لمعرفة جانب- ولو ضئيلا- من النشاط الفكري اليمني في مجال العلوم اللغوية والنحوية؛ إذ إنه بالإمكان دراسة هذه اللغات التي أوردها النحويون إما لتأويل نص أو توجيه مسألة، أو تخريج شاهد. وما هذا البحث إلا محاولة للكشف عن بعض الجوانب الفكرية في تراثنا اليمني.