الانسجام في البنية الكلية للنص العقدي في ضوء نحو النص

Abstract

     يحاول هذا البحث تقديم سردية موجزة عن موضوع البنية الكلية للنص العقدي في ضوء نحو النص الذي ينطلق أساسًا من رؤية تحليلية كلية ومتكاملة للنص، تستهدف أبنيته بوصفها الوحدة اللغوية الكبرى، ومن هذا المنطلق يُعد النص العقدي كتلة معمارية واحدة متماسكة في إطار بنيتين: بنية سطحية ذات نسيج لفظي يربطها بآلية الاتساق، وبنية عميقة ذات تعالقات خفية منطقية تسمى بالانسجام. ولئن كانت منظومة الربط لبنية السطح موجودة في الواقع، فإن شبكة الانسجام يقوم المتلقي عن طريق التأويل والتفسير باستنباطها وافتراض وجودها في عالم النص. وتعد البنية الكلية جزءًا من مخطط البنية العميقة، يمثّل البؤرة الدلالية المحورية التي تتشكل حولها أحداث النص ومعارفه، ويعد موضوع الدعوة إلى وحدانية الله تعالى هو البنية الكلية المسيطرة على مفاهيم البنية الفكرية للنص العقدي. وهذا الحضور المتجلي والمهيمن على امتداد آيات العقيدة هو ما أكسب هذه البنية الأهمية وجعلها على رأس الهرم النصي؛ ذلك أن هذه النقطة الموضوعية في البناء الرأسي للنص كان العامل الحاسم في تأطير المنظومة المفهومية حولها؛ ومن ثم يٌشكّل هذا التحديد الخيط الأول الذي يحبكه المتلقي في نسيج الانسجام النصي للبنية المجردة المعقدة. ويستند المتلقي إلى بعض الإجراءات في استكشافه للبنية الكلية، من أهمها أسماء السور، والجمل المفتاحية، والعبارات المكررة.