تيسير أحكام العدد

المؤلفون

  • أ. د. عبدالمجيد الجيلي إبراهيم مؤلف

الكلمات المفتاحية:

العدد، المحور السيني، المحور الصادي، تمييز العدد

الملخص

العدد من الدروس النحوية التي ينبغي على كلّ دارس أن يهتم بها، فمن منّا من لا يلوك في ثنايا حديثه اليومي الأعداد بصياغتها المختلفة؟ ومن الملاحظ كثرة الأخطاء في هذه الصياغة من قبل كثير من المتحدّثين بلغة الضاد، بخاصة غير ذوي الاختصاص في اللغة العربية، والكلّ لا مناط له من استخدام العدد في معاملاته اليوميّة طبيباً كان أم مهندسا، أم موظفاً، أم معلّما، وبخاصة المعلّم، حريّ به أن يكون ملمّا بهذه الأحكام ليخاطب تلاميذه بلغة سليمة معافاة من اللحن، فإن كان خطأ الطبيب يقتل شخصاً، فخطأ المعلّم يقتل أمّة.

ولعلّ ما يقع من أخطاء في صياغة العدد في جميع القطاعات بالمشارب كافة، سواء كان ذلك في لغة الخاطب المنبري، أو في قاعات الدرس، أو في الصحف السيارة، أو في مكاتبات المؤسسات والهيئات وغيرها من المعاملات الكتابية، هو ما دفعني إلى كتابة هذه الورقة بهدف تبسيط أحكام العدد وتيسيرها حتّى تسهل صياغة العدد محاربةً للحن السائد في هذا الباب، وممّا لا شكّ فيه أن اللحن في اللغة كان هو السبب الرئيس لوضع علم النحو.

ولأجل تيسير أحكام العدد عمدت لاستخدام المحورين السيني والصادي لتوضيح هذه الأحكام، ولا عجب في ذلك فالمعارف يخدم بعضها بعضا، ورأيت في ذلك تيسيرا للطلاب في المساق العلمي، ولأولئك الذين تلقوا دراسة بحتة، كما عمدت إلى توضيح هذه الأحكام بتنسيقها في مجموعات وجداول حتّى تكون أكثر وضوحا.

قد يقول القائل: إن في استخدام المحورين السيني والصادي بعض التجنّي على سلاسة اللغة وعذوبتها، وإنّ التراكيب والقواعد يجب أن نفهمها من خلال النصوص الأدبيّة والشواهد الشعرية والنثرية! فنقول له: إنّ هدفنا ـ هنا ـ تيسير هذه الأحكام بدافع القضاء على اللحن الذي تفشّى في هذا الموضوع؛ لأجل ذلك لجأت إلى هذا الأسلوب العلمي بوصفه آلية مناسبة لبسط هذه الأحكام، وكما أنّ المعارف يخدم بعضها بعضاً، كذلك الأساليب. وليس ببعيد عن هذا أنّ نظريّة نيوتن ذات الدلالة العلميّة أصبحت مضرباً للمثل، وما ذلك إلا لأنّ صياغتها تميل إلى الأسلوب الأدبي، يقول نصّ النظرية: "لكلّ فعل رد فعل مساوٍ له في المقدار ومعاكس له في الاتّجاه" فأصبحت مضرباً للمثل في كثيرٍ من المجتمعات، يضرب للتعامل بالمثل.

التنزيلات

منشور

2025-07-07